2012/02/06

Moneyball 2011


Moneyball
"الفوز ليس سر اللعبة الوحيد"

نال فيلم كرة المال في الفترة الأخيرة الكثير من الجدل بين مؤيد للفيلم، ومعارض له. وذلك على خلفية ترشيحه لجائزة أوسكار أفضل فيلم، فمنهم من يرى أن الفيلم موجه بشكل أكبر إلى محبي لعبة البيسبول، والذين يعتبرون قليلي العدد خارج أمريكا – وخصوصاً في عالمنا العربي – ولكن إذا نظرنا أكثر في عمق الفيلم نرى أنه لم يتناول لعبة البيسبول بحد ذاتها بقدر ما اهتم باقتباس المشاعر والأحاسيس التي تراود شخصيات الفيلم. والخوض في الأروقة الخلفية للعبة بكل ما في ذلك من دراما، وقصص لا يراها المشجع العادي لأي فريق رياضي ومهما كانت الرياضة.


تحكي قصة الفيلم عن مدرب فريق البيسبول "بيلي بين" الذي يحتار في الطريقة التي يتوجب عليه اتباعها لإعادة الفريق إلى بر الأمان بعد انتقال عدد من أهم اللاعبين في النادي والخوف من تخبط الفريق في الدوري, فيفكر في شراء لاعبين جدد لينهضوا بالفريق من جديد ولكنه يصطدم بقلة الموارد المالية للفريق. ولكن تخطر على باله فكرة مثيرة بعد مقابلة الشاب "بيتر براند" الذي يعمل ضمن الفريق الاقتصادي والمالي للنادي. الفكرة تتلخص في الاعتماد على الإحصائيات الرقمية والبرمجيات الحاسوبية لاختيار اللاعبين الذين يجب إحضارهم ليدعموا مسيرة النادي القادمة.

قوة الفيلم تدور حول هذه الفكرة التي تدخل المشاهدين في أجواء اختيار اللاعبين المثيرة التي يلعب بطولتها المدرب "بيلي" والشاب العبقري "بيتر"، وتستمر المخاطرة بكل شيء في سبيل التحقق من صحة الفكرة المجنونة التي يسعيان لتطبيقها. وتزداد شدة الأحداث عندما نرى فشل الفريق الدائم في الفوز بأي مباراة لفترة طويلة، مما يشكل خطراً على بقاء المدرب "بيلي" في الفريق، وقد تم استغلال هذه النقطة بالذات من خلال سؤال ابنته له عدة مرات حول خوفها على مستقبله المهني، فيجيبها بدوره بطريقة تبدو واثة مما يفعله ولكنه من الداخل يغلي قلقاً من كل ما يحدث.

ولعل أهم ما يميز الفيلم هو النص السينمائي المميز من كتابة "آرون سوركين" و"ستيفن زيليان" اللذان أبدعا في جعلنا نرى الخلفية الدرامية الخفية لواحدة من أشهر الرياضات، وهناك الكثير من المشاهد المميزة مثل لحظات بيع اللاعبين وانتقالهم وما يصاحب ذلك من مشاعر الصدمة لدى اللاعبين وقد تم تناول هذا بطريقة قوية جداً، كما أن الفضل يعود إلى قوة أدائي "جوناه هيل" و"براد بيت" اللذان حملا الفيلم بأكمله بالشخصيات المحكمة التي قاما بتجسيدها.

الإخراج من قبل "بينيت ميلر" جميل ويبرز فيه التنويع بين المشاهد الدرامية والرياضية والعديد من المشاهد النفسية التي نغوص فيها داخل مخاوف المدرب "بيلي" وقلقه وغضبه اللذان يظهران بشكل مكثف طوال فترة الفيلم بصورة تحطيمه للأشياء أمامه، الإسراع في قيادة سيارته بطريقة خطيرة والغضب من مساعديه وطاقم النادي الفني. ولكن تم تدعيم سير الأحداث بقصة ثانوية لحياة "بيلي" مع ابنته التي تعطيه ببراءتها سبباً ودافعاً قوياً ليكمل ما بدأه، وتعطيه شيئاً من القوة العاطفية التي يحتاجها في هذه الأوقات العصيبة.

الخلاصة أن فيلم "كرة المال" ليس مجرد فيلم رياضي فهو يدخلنا في الأجواء الخفية لرياضة البيسبول بكل ما يصاحب ذلك من دراما. ويعتبر عملاً ممتعاً بشكل عام لأنه استطاع مزج عالم الأرقام والإحصائيات المعقد مع عالم الرياضية بشكل بسيط وطابع درامي محبب، ولكن قد أكون قاسياً عندما أقول إن فرصة الفيلم شبه معدومة بالظفر بجائزة أوسكار أفضل فيلم على الأقل لأني لم أرَ فيه ما يؤهله للتفوق على بقية الأفلام المرشحة أبداً، ولكنه يبقى منافساً قوياً في فئة السيناريو المقتبس.
تقييمي الشخصي : 7.5 \ 10

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم