2012/02/18

Extremely Loud & Encredibly Close 2011


Extremely Loud & Encredibly Close
"قريب من القلب & متوازن الأفكار"


لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يترشح فيلم Extremely Loud & Incredibly Close لجائزة أوسكار أفضل فيلم وخصوصاً بعد الاستقبال النقدي المتفاوت، وإثارته للكثير من الجدل بين صفوف النقاد العالميين، فترى بعضهم يصفه بأنه فيلم ممتاز ورائع، بينما وصفه أحد النقاد بجملة مضحكة قائلاً: "هذا الفيلم من النوع الذي ترغب أن تلكمه في أنفه بعد الانتهاء منه"، وهذا الاختلاف عائد بسبب عدد من النقاط التي لم يستسغها جميع المشاهدين بنفس الطريقة. ولكن أين الحقيقة ؟ والجواب خاضع لك وحدك فإما أن تحب الفيلم أو تكرهه ولا يمكن أن يقنعك أحد بخلاف ذلك.



يحكي الفيلم قصة ولد مات والده في أحداث 11\9 الشهيرة في أمريكا، ويرينا أثر هذا الحادث الأليم على حياة العائلة بأسرها والمكونة من الولد وأمه الشابة. وبالرغم من أن أحداث البرجين لم تكن هي هدف الفيلم الأساسية ولكنها كانت السبب في انقسام وجهات النظر - رغم أنها ليست الفكرة الأساسية - ، فالفيلم لم يقدم أي تحليل أو رؤية معينة حول الحادثة، وإنما اكتفى بتناول آثارها على العائلة الأمريكية الصغيرة التي فقدت أهم فرد فيها فجأة وهو الأب الذي كان له تأثير خاص على نفسية الولد "أوسكار" وخاصة بطريقة تعامله معه كرجل كبير، وهذه الطريقة أدت إلى سعة أفق "أوسكار" وطريقته الواثقة في التعامل مع الحياة والناس من حوله، مما يجعله مؤهلاً للقيام بالرحلة الكبيرة التي يخوضها أثناء الفيلم بعد اكتشافه لمفتاح كان يخبؤه أبوه بين أغراضه الخاصة، وهذا يدفعه للبحث عن الخزانة التي يفتحها هذا المفتح ويعتبره كنزه الخاص الذي يجب أن يجده.


الفيلم ممتع بشكل كبير، ويحافظ على رتم واحد ثابت من متعة الدراما، والشغف بمتابعة رحلة الولد "أوسكار" المتسارعة، وما يميز الفيلم أنه وازن بين المشاهد الدرامية وبين إيقاع المغامرة المثيرة التي نراها في الفيلم، فكانت اللحظات الدرامية كمحطات للاستراحة من سرعة الفيلم، وهذا التوازن لا يجب التقليل من أهميته لأن المخرج "ستيفين دالدري" لم يسقط في فخ إثارة المشاعر المتعمدة التي كانت لتسيء إلى الفيلم، في حين أنه اقتطع بضع مشاهد معبرة تعطي للفيلم قيمة أفضل وتساعد على نقاش الأفكار التي يرد إيصالها إلى المشاهد.


ومن أهم أفكار الفيلم التي قد تُعتبر ثانوية، ولكنها كانت أساس الفيلم بنظري وهي نظرة الأبوين تجاه الأبناء، ونظرة الأبناء لهم. فنحن نرى أن "أوسكار" كان متعلقاً بأبيه كثيراً، وغياب الأب أدى إلى ابتعاده عن أمه دون أن يعلم كم كان هذا يسبب الألم لها من الداخل، واستطاع إظهار جملة مميزة من مشاعر الأم نحو ابنها وسعيها لمساعدته بطرق خفية دون أن تنتظر منه أي مقابل. وبذلك يرسم "ستيفن دالدري" معالم العلاقة العائلية التي قد تبدو أنها تسير في اتجاه خاطئ أحياناً، ولكنها دائماً تحمل المعاني السامية وكل المشاعر الجميلة من حب وعطف واحترام.


وقد اعتمد الفيلم على طاقم من الممثلين ذوي الشعبية الكبيرة، وعلى رأسهم "ساندرا بولوك"، و"توم هانكس" اللذان أديا أدوارهما بطريقة ممتازة، واستطاعا فرض قوتهما عن طريق عدد قليل من المشاهد فقط، وأكمل الفيلم مجموعة الممثلين بالعجوز المخضرم "ماكس فون سيدو"، والمرشحة الأوسكارية "فيولا دافيس". كما كان الإخراج رائعاً من طرف "ستيفن دالدري"، والنص ممتعاً وقوياً من ناحية الحوارات على وجه الخصوص، ورغم بعض الأحداث غير الواقعية في السيناريو إلا أنه أدى المطلوب تماماً.


إذا أتينا إلى سلبيات الفيلم فهي قليلة جداً، ولعل أهمها قلة الواقعية التي ظهرت أحياناً، فمثلاً نرى في أحد المشاهد كيف أن مقابلة "أوسكار" للسيد "بلاك" جرت بطريقة درامية جميلة، ولكن لا ننسى أن الأصل في حدوثها كان مجرد مصادفة، وحصول المصادفات بهذه الطريقة يقلل من واقعية الفيلم. ونرى بعد هذه المقابلة أن السيد والسيدة "بلاك" يقفان بجانب بعضها ويبتسمان كما لو أنهما تصالحا من جديد، والسؤال هو: هل يمكن لحدث بسيط مثل مقابلة السيد "بلاك" مع "أوسكار" أن يعيد الأمور إلى مجاريها بهذه البساطة ويصالح السيد "بلاك" زوجته بعد أن تركها بسبب المشاكل بينهما. وأرى أن المخرج لو تجنب مثل هذه المبالغات لكان أعطى صورة أفضل وأكثر وقرباً من الحياة الواقعية.


أخيراً وفيما عدا ذلك لا أجد الكثير من السلبيات، ولا يسعني إلا الثناء على هذا الفيلم الذي يدخل القلب بسرعة، ويوازن بين الدراما والإثارة ضمن قصة ارتبطت بأحداث 11\9 التي أدت لجدل كبير حول الفيلم، وهذا لم يكن له داعٍ بحكم أن الفيلم تناول الحدث من ناحية النتيجة، وليس كفكرة أساسية للتحليل والنقاش. وأجد أن "ستيفن دالدري" نجح في صنع فيلم معبر، وهو إن كان - على الأرجح - لن ينافس كثيراً على جائزة الأوسكار، ولكن مجرد ترشيحه هو شرف يستحقه بالتأكيد.


تقييمي الشخصي: 9/10

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم