2012/05/03

A Man Escaped 1956

A Man Escaped
"قصة هروب كلاسيكية"

كثيراً ما سمعت عن المخرج الفرنسي "روبير بريسون" في الفترة الأخيرة، وبرزت أفلامه أمامي فجأة من اللامكان، ولذلك اخترت أحد أشهر أفلامه، والذي اعتقدت أنه من النوعية السهلة التي تناسب أي مشاهد سينمائي، وخاصة عندما بحثت عن الفيلم وعرفت أنه من نوعية أفلام السجون والهرب. والآن بعد مشاهدتي لفيلم A Man Escaped يمكنني أن أضع اسمه على رأس هذه القائمة بكل ثقة.



الفيلم يدور أثناء الحرب العالمية ويحكي قصة "فونتين" الجندي الذي قبض عليه الألمان واحتجزوه في أحد سجونهم المخيفة، ومنذ البداية نرى إصرار "فونتين" على الهرب باستماتة حتى ولو أدى ذلك إلى ضربه وإسالة الدماء منه.

وبمجرد دخول "فونتين" إلى زنزانته يصبح المشاهد رفيقه الوحيد، يحكي له "فونتين" أفكاره وخطواته، يشرح مخاوفه ويطرح مشاعره بكل صدق وعفوية، وربما تكون الصورة كافية أحياناً لشرح ما تقوله الكلمات، ولكن "فونتين" كان يقص علينا كل شيء بطريقة الراوي لنفهم كل ما كان يقوم به.

"فونتين" كان وحيداً في السجن، وتوجد من حوله كل وسائل الإحباط وخيبة الأمل، والاستسلام والانهزام، فجاره السابق في الزنزانة يتم قتله، أما جاره الجديد في الزنزانة فهو صامت كالجدار، وإذا تكلم فكلامه لا يفيد ولا يضر، كما أن باقي المساجين مستسلمون لمصيرهم دون أي محاولة منهم لوضع أي خطة للهرب أو المراوغة.

خطة الهرب كانت ذكية وتنفيذها كان يتسم بالدقة والتأني، وأكثر ما أعجبني في شخصية "فونتين" هو هدوء تصرفاته، فحتى حين يسمع أصواتاً تقترب منه يبقى ثابت القلب يتحرك بكل ثقة ليخفي كل خططه العبقرية في الهرب، ويرتدي بكل بساطة قناع البراءة على وجهه كأنه لم يفعل شيئاً قط.

وأخيراً بعد انتظار طويل تأتي نتيجة الحكم على "فونتين" وهو الإعدام بدون رحمة بسبب إدانته بأعمال معادية للألمان، وهو ما يجعل أيامه المتبقية في هذا المكان معدودة، ويحثه على الإسراع في تنفيذ خطته والهروب بحياته قبل أن يفوت الأوان.

دخول الفتى "جوست" ضمن الأحداث كان مفاجئاً، وكان بمثابة الاختبار الأخير لذكاء "فونتين" ورباطة جأشه، وحنكته في التعامل مع المشكلات، نرى الحوار بينهما ذكياً وبارعاً بحيث نفهم ببساطة أن "جوست" ليس جاسوساً كما كان يشك "فونتين" في البداية، وبالتالي ننتقل إلى جزء تنفيذ الهرب.

هذا الجزء هو الأكثر إثارة، وشخصياً استغربت من كون فيلم كلاسيكي قديم كهذا استطاع أن يقدم مثل هذه الإثارة العالية، وحرفية قل أن نرى مثيلها، وبالفعل ينجح العمل في حبس الأنفاس، وتقديم مقطع الهروب بطريقة مثيرة جداً.

"بريسون" نجح بالتأكيد في تقديم عمل غاية في الذكاء، وإدخالنا في قلب القصة الممتعة عن طريق جعل بطل القصة هو الراوي لكل تفاصيلها والفيلم مزج بين الدراما والإثارة بطريقة ممتعة تجعل من الفيلم جديراً بالمشاهدة بكل تأكيد.. 


تقييمي الشخصي: 10\10

1 التعليقات:

Abdullah يقول...

أشكرك على المراجعة الرائعة.. فيلم ممتاز وأعجبني, شاهدته اليوم واستمتعت جدا. بمناسبة الحديث عن أفلام السجون أنصحك بهذا الفيلم المميز Le Trou 1960

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم