2012/03/22

The ides of March 2011


The Ides of March
"هل هذا هو رئيسنا ؟"



أثبت جورج كلوني يوماً بعد يوم أنه أكثر من مجرد ممثل، فسجله الإخراجي يحوي عدداً قليلاً من الأفلام إلا أن المستوى الذي ظهر فيه يؤكد أنه يختار أفلامه بعناية قبل أن يخرجها، كما أن لديه موهبة مميزة في كتابة النصوص السينمائية بنفسه، وهذا ما لا يملكه الكثير من نجوم هوليوود الحاليين الذي جربوا التحول إلى مخرجين ولكنهم لم ينجحوا في ذلك كثيراً.



"كلوني" في فيلمه هذا "منتصف مارس" لا يبتعد عن دائرة اهتمامه التي برزت في السنوات الأخيرة، حيث ظهر حبه لأروقة السياسة وأبوابها الخلفية وخفاياها التي لا يعرفها الكثيرون. حيث يدور الفيلم حول الشاب "ستيفن مايرز" الذي يعمل في الفريق الضخم الذي ينظم الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي "مايك موريس". ونرى مع مرور الوقت لعبة السياسة التي تحوي الكثير من القذارة والتلاعب من أجل تحقيق الهدف وهو فوز المرشح الرئاسي مهما كانت الوسيلة.


الفيلم ناقش الكثير من النقاط المهمة وأبرزها أن المرشحين للرئاسة ليسوا بالذكاء الذي يبدون عليه بل إن هناك مجهوداً هائلاً يبذل من وراء الكواليس وذلك حتى يكسب المرشح حب الناس وأصواتهم في الانتخابات، كما يظهر المرشح الرئاسي وهو يعد الناخبين بإنجازات يعلم هو نفسه أنه لن يستطيع تحقيقها جميعاً. نعم إنها لعبة قائمة على الأكاذيب والخداع.


نغوص مع الشاب "ستيفن" في علاقة عاطفية مع إحدى المتدربات في الحملة، ولكنه بعد ذلك يكتشف شيئاً خطيراً لم يكن يتوقعه، خطأ كفيل بتهديم كل شيء على الرؤوس، لأن أخطاء الكبار عندما تحصل فهي مدمرة مهما كانت بسيطة. وبمجرد أن يأتي أول خطأ فإن الأخطاء تأتي بعده بسرعة كما تتساقط أحجار الدومينو بالتتالي. فلا يسلم من ذلك أحد، ولكن البارع هو الذي يستطيع أن يقف على قدميه بشكل أسرع، ويثبت أن جدير بإكمال اللعبة مرة أخرى.


طاقم الفيلم كان جديراً بالإعجاب، وخصوصاً الشاب "ريان غوسلنغ" الذي ظلم بعدم ترشيحه للأوسكار عن هذا الدور، وكان أداء "فيليب سيمور هوفمان" في المستوى كما عودنا، إلى جانب "بول جياماتي" وأخيراً "جورج كلوني".


وأخيراً يمكنني القول أن الفيلم كشف الكثير من خبايا السياسة وفضح الزيف والخداع الذي يكتنف أرجاءها، ليظهر في النهاية مرشح رئاسي هادئ يرتدي بذلة أنيقة ويبتسم للناس الذين انتخبوه ويطلق لهم الوعود الوردية بالإصلاح والتحسين. ولكنهم لو عرفوا مدى قذارته وما فعله من وراء ظهورهم لما كلفوا نفسهم عناء أن ينظروا إليه أو يعيروه اهتمامهم.
إنها لعبة السياسة بكل غموضها التي كلما اكتشفنا عنها المزيد، تزداد نظرتنا سواداً نحو كل من يخوض فيها. والفيلم نجح في كشف جوانب كثيرة منها بذكاء كبير في النص السينمائي المقتبس عن مسرحية لـ Beau Willimon ولكن ما خفي عنا أعظم بكثير.





تقييمي الشخصي: 8\10

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم