2012/03/26

Le Havre 2011



Le Havre
"بساطة ومتعة"


هذا أول فيلم أشاهده للمخرج الفنلندي "آكي كاوريسماكي" وما دفعني لهذا هو ترشحه لأربع مرات لسعفة كان الذهبية كان آخرها عن هذا الفيلم بالذات في العام الماضي. وقد ترشح الفيلم إلى عدة جوائز عالمية أيضاً لعل أبرزها المنافسة في جوائز السيزار الفرنسية.



قصة الفيلم تحكي عن رجل بسيط اسمه "مارسيل" يعمل في مسح وتلميع الأحذية في الشوارع ومحطات القطار، ويقدم لنا شخصية هذا الرجل بشكل مثير للاهتمام فنراه كما وصفته زوجته بأنه طفل كبير، فبالرغم من عمره الكبير ومظهره المحترم إلا أنه لا يزال يمتلك روحاً شابة في داخله، وهذا ما يدفعه إلى دخول قصة خطيرة وذلك بإيواء طفل زنجي هرب بينما كانت شرطة الهجرة تلقي القبض على أسرته بسبب تسللهم إلى فرنسا بطريقة غير شرعية.


الفيلم يجعلنا نعيش حالة جميلة يتعاون فيها أفراد حي كامل لمنع الشرطة من العثور على الفتى الزنجي وإلقاء القبض عليه، ونرى حالة من التكافل الاجتماعي حيث تتغير فيها مواقف الجيران من "مارسيل" بعد أن كانت جارته ترفض بيعه الخبز، وبائع الخضار يطرده من محله لأنه لا يدفع ديونه. ليصبح "مارسيل" والفتى الصغير الشغل الشاغل لكل الجيران.


وبذلك يؤكد "كاوريسماكي" من خلال فيلمه أن هناك بذرة خير لا زالت موجودة في بعض المجتمعات متجاوزاً بذلك المشاكل العنصرية - كون الفتى زنجياً - ورغم أن إخفاء الولد هو فعل ضد القانون ولكن الحق يتحول لخدمة مسألة إنسانية تتجاوز القوانين الصارمة التي لا تعرف الرحمة.


وبالعودة إلى "مارسيل" نفسه فأجد أن شخصيته كانت عامل الجذب الأساسي في العمل فهو مجرد رجل بريء يتصرف من منطلق تفكيره البسيط، ولذلك لم يكن لديه في حياته إلا زوجته التي ما تلبث أن تمرض مرضاً قاتلاً يودعها المشفى، ولكن "مارسيل" يجد ما شغله عن ألمه بدخول الفتى الزنجي إلى عالمه الصغير ليعوضه شيئاً من الفقدان الذي أحسه أثناء غياب الزوجة في المشفى.


"مارسيل" هو شخص طيب بسيط ليس محبوباً إلى درجة كبيرة، ولكنه بريء بحيث أن لا أحد يستطيع أن يكرهه أبداً،
ويمكنني القول أن "كاوريسماكي" صنع في عمله هذا واحدة من أكثر الشخصيات براءة وعفوية على الإطلاق.


لن أفسد نهاية الفيلم على مَن يريد مشاهدته ولكن يمكنني القول أنها من نوع نهايات feel good movies حيث يخرج المشاهد مسروراً حتى لو لم تكن النهاية مقنعة كثيراً، ولكن هذه النهاية كافية جداً لاختتام عمل بسيط خفيف مثل فيلم Le Havre.


أخيراً الفيلم ممتع ومميز من الناحية الدرامية والإنسانية شخصية بطله ممتازة، ويتمتع بإخراج راقٍ من الفنلندي "آكي كاوريسماكي" الذي جعل فيلمه بسيطاً قدر الإمكان، وقد نجح في صنع قصة جذابة بطريقة السهل الممتنع.

تقييمي الشخصي:9\10

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم