2012/01/07

X-Men: First Class 2011

X-Men: First Class
"شاهد بداية القصة"



تعتبر سلسلة X-men من أشهر سلاسل الكوميكس التي تم تحويلها إلى أفلام سينمائية، وذلك بسبب تعدد أجزائها، وتنوع الشخصيات الموجودة فيها، وهذا جعل جمهور السلسلة كبيراً، وخصوصاً بعد تولي المخرج Bryan Singer مهمة إخراج الأجزاء الأولى التي يعتبرها الكثيرون هي الأفضل. ولكن المشكلة كانت في فقدان الجديد بعد كثرة الأجزاء، ولذلك كانت الحاجة إلى فكرة تعيد للسلسلة الأفلام شيئاً من التجديد، وهذا ما حصل في هذا الجزء تحديداً.


الفكرة الجيدة في هذا الفيلم هو العودة إلى بدايات تشكل فريق المتحولين X-men وهذا يشكل أول القصة، ولذلك استفاد الفيلم من كون المشاهدين يريدون رؤية بداية قصة أبطالهم الذين أحبوهم في الأجزاء السابقة. ويبدأ الفيلم بتعريفنا عليهم واحداً تلو الآخر، فنرى طفولة "ماغنيتو" الولد اليهودي الذي يتم قتل أمه وذلك لتحريض غضبه الذي يجعله يتحكم في تحريك الأجسام المعدنية باستخدام عقله. ونرى لاحقاً أن شخصية ماغنيتو أصبحت من أقوى الشخصيات في الفيلم للتأكيد مرة أخرى على فكرة أن اضطهاد اليهود في التاريخ هو سبب من أسباب تفوقهم وتحكمهم بالعالم كله الآن.

ثم نتعرف على باقي الشخصيات بالتتالي فهناك الدكتور الذي يستطيع قراءة الأفكار عن بعد والفتاة المتحولة، وفي جهة الشر هناك "سيباستيان شاو" الذي يستطيع امتصاص طاقة الانفجارات في جسمه ليستخدمها في تدمير أي شيء يريده، بالإضافة إلى مساعدته الجميلة التي تستطيع قراءة الأفكار أيضاً وتحويل جسمها إلى جسم مصنوع من الماس بالكامل. وإلى هنا تكون الشخصيات عادية وطبيعية، ولكن الفيلم اعتمد بعد ذلك على طريقة الاستعراض لتعريفنا على باقي الشخصيات فنرى الـ CIA تقوم بجمع مجموعة من المتحولين وذلك لمجابهة قوى الشر المتمثلة في "سيباستيان شاو" المجنون إلى جانب التهديدات الصاروخية المتمثلة في كوبا والاتحاد السوفييتي.

وفعلاً كان إدخال جانب من التاريخ الحقيقي في قصة الفيلم ناجحاً، حيث نرى قلق الأمريكيين من تهديدات جارتها كوبا وصواريخها، بينما نرى على الجانب الآخر عزيمة السوفيتيين على مجابهة قطب العالم الآخر وهو أمريكا. ولكن دخول المتحولين في وسط هذا الصراع يقلب الصراع بشكل مذهل، ليتحول بطرفة عين من مواجهة بين أكبر قطبين في العالم إلى قتال بين البشر بكامل أسلحتهم وعتادهم الذي صنعوه لإفناء بعضهم، وفي الطرف الآخر هناك المتحولين الذين يمتلكون من القوات الخارقة ما يستطيع تدمير أي قوة بشرية على سطح الأرض.

ولكن سياسة "فرق تسد" الشهيرة تأخذ دورها مرة أخرى، فالمتحولون أنفسهم ينقسمون من جديد بين طرف الخير وطرف الشر، فهناك من يأخذ صف البشر والمدافعة عنهم، بينما يختار جزء من البقية الجانب الشيطاني المظلم، ويدل على ذلك وجود شخصية المتحول "عزازيل" الشبيه بالشيطان بوجهه الأحمر ومنظره الذي يجسد الشر بأبهى صورة. وهذا التفرق والتشتت في صف المتحولين يعيد المعركة مرة أخرى إلى مواجهة متكافئة بين البشر وبعض المتحولين من جهة وبقية المتحولين الأشرار من جهة أخرى، وهذه التحولات في الصراع أعطت الفيلم مقداراً جيداً من الإثارة والإمتاع.

وأرى أن أفضل فكرة برزت في الفيلم هي عودة البشر إلى إنسانيتهم وتعاونهم مع بعضهم لمحاولة إبادة العدو المشترك لهم، وهذا يطرح تساؤلاً كبيراً حول السبب الذي يؤدي بالبشر إلى الصراع فيما بينهم ، بينما هم في الحقيقة كلهم بشر ويجب عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم بدل هذه المواجهات الفارغة. والسؤال الأكبر هو لماذا لا يتحد البشر مع بعضهم إلا حين تلم بهم مصيبة أو مشكلة عويصة تهدد بقاءهم وحياتهم بأسرها ؟

الإخراج في الفيلم كان من نصيب "ماثيو ﭭون" الذي أخرج فيلم الكوميكس المعروف Kick-Ass وهو يبرهن مرة أخرى على أنه قادر على اقتباس الكوميكس بشكل ذكي وممتع، ولكنه اعتمد في هذا الفيلم على عنصر الاستعراض بشكل زائد أحياناً، كما أن بعض الشخصيات كانت غير مقنعة تماماً في الفيلم مثل شخصية الفتاة المتحولة التي تم استخدامها في الفيلم لتدعيم العنصر الرومانسي، وكأن مهمتها الوحيدة في الفيلم هي تبادل الحب مع أصدقائها المتحولين. كما تم استخدام مساعدة "سيباستيان شاو" الجميلة للإغراء بشكل واضح دون وجود الكثير من الإضافة التي تقدمها للفيلم. ولكن من ناحية أخرى فالفيلم يحوي الكثير من المشاهد المميزة والمثيرة التي ساعدتها المؤثرات البصرية المذهلة على تقديم متعة كبيرة، وأخص بالذكر مشهد الصواريخ التي تطلقها سفن الأمريكان والسوفييت على جزيرة المتحولين. وهناك العديد من المشاهد المشابهة التي أعطت للفيلم طابعاً ممتعاً.

أما طاقم التمثيل فجمع عدة ممثلين موهوبين وعلى رأسهم "مايكل فاسبندر" الذي كان الأفضل في الفيلم، ثم يأتي "جيمس ماكفوي" الذي تراوح أداءه بين المتوسط والجيد، وأخيراً هناك "كيفن باكون" و"جينيفر لورنس" اللذان أكملا طاقم الممثلين، وكان أداؤهما مقبولاً بشكل عام. وأخيراً كان الجانب التقني واضح الأثر في الفيلم كالموسيقى والتصوير والمؤثرات عالية المستوى.

خلاصة: الفيلم من أفضل الأجزاء في هذه السلسلة ويقدم متعة جيدة وإثارة كبيرة، كما يطرح عدداً من الأفكار المميزة. ولكنه برأيي لا يعدو كونه فيلماً ممتعاً فقط ولا يمكن تصنيفه إلى جانب أفلام الكوميكس المميزة التي بصمت سينما الكوميكس التجارية التي كانت لها سطوة كبيرة في الألفية. ومع ذلك يبقى الفيلم جديراً بالمشاهدة لمحبي الإثارة عموماً وأفلام الكوميكس والخارقين على وجه الخصوص.

تقييمي: 7.5\10

1 التعليقات:

ليلى يقول...

مدونة جميلة جدا ..
سأكون من متابعيها..
بالنسبة للفيلم ..رغم أنه جيد ..مازلت أرى أن الجزء الاول والثاني أفضل بمراحل ..
تقبل مروري..

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم