2011/09/17

Unforgiven 1992

Unforgiven
"فيلم الويسترن الذي غير المفاهيم"

عندما قام "كيلنت إيستوود" بإخراج تحفته Unforgiven أخذ بعين الاعتبار عدة أشياء مهمة، أولها أن نوعية الويسترن كانت في نهايتها تقريباً نظراً لقلة عدد أفلام هذه النوعية الجديدة وخصوصاً أن أمريكا كانت قد بدأت تتجه نحو عصر أكثر حداثة لم يعد يهتم أبناؤه كثيراً بقصص الغرب الأمريكي التي كانت من أساسيات السينما قبل ثلاثة عقود. لذلك كان على إيستوود أن يقوم بصنع فيلم يعيد الإعجاب مرة أخرى لهذه النوعية التي كاد نجمها أن يغيب، ويبدو أنه نجح في هذه المهمة حيث أعاد قليلاً من المجد المفقود للويسترن بفوزه بجائزة أفضل فيلم في العام في الأوسكار، ومجيء فيلم "كيفين كوستنر" من بعده (الرقص مع الذئاب) ليتوج بعدة جوائز أوسكارية مرة أخرى.
 
قصة الفيلم غريبة بعض الشيء وتختلف في كون الشخصية الأساسية في الفيلم لا تتصف بالصفات التي تعودنا عليها في أفلام الويسترن السابقة، حيث أن "بيل ماني" هو رجل يعمل حالياً في مزرعة لتربية الخنازير مع ابنيه الصغيرين كما أنه لم يعد يحب الشراب أو اللهو أو قتل الآخرين كما كان سابقاً، وهذا بفضل زوجته التي كانت السبب في توبته عن فعل كل هذه الأمور البغيضة، ولذلك نراه أصبح رجلاً هزيلاً ضعيفاً فقد قدرته على التصويب والرماية، ناهيك عن ضعف بصره وتراجع مقدراته الجسدية بشكل عام. ولكن عندما يسمع بالجائزة التي يمكن أن يربحها إذا قام بقتل رجلين قاما بفعلة شنيعة في البلدة القريبة يتردد قليلاً ولكنه لا يلبث أن يحزم أمره ويمضي في هذه المهمة الصعبة.



 وبهذا فقد صنع إيستوود في شخصية "بيل ماني" مزيجاً غير مألوف من الناحية الأخلاقية، فلم نكن نسمع من قبل عن شخصية قاتل في فيلم "ويسترن" لديه شيء من وازع أو ضمير، وهذا كان سبباً في جعل قصة الفيلم مختلفة ومميزة عن كل الأفلام الكلاسيكية القديمة.


وبلا شك أن أفلام الغرب الأمريكي تتوجب وجود عدة شخصيات مساعدة تشارك بطل الفيلم الرحلة في الركوب على الأحصنة ولذلك يستدعي "بيل ماني" صديقه الزنجي القديم الذي يقوم بدوره (مورغان فريمان) ويرافقهما أيضاً الشاب اليافع الذي نقل لهما الخبر عن وجود المكافأة المالية، وقد ركز السيناريو على الحوارات بين هذه الشخصيات لإيضاح الكثير من جوانبها وصنع تصور واضح عن عقلية كل واحد منهما، وبرزت شخصية الشاب على وجه الخصوص فهو بدا بهيئة المتفاخر الذي يحاول اختلاق الكذب لصنع صورة قوية أمام الآخرين ويحس المشاهد من البداية أنه أمام شخصية مخادعة كاذبة.



 كما أن شخصية شريف البلدة "بيل الصغير" من أقوى الشخصيات الشريرة الاتي تم تقديمها، واستحق عنها "جين هاكمان" جائزة أفضل ممثل. ولذلك فمن أهم العلامات المميزة للسيناريو أنه استطاع رسم معالم الشخصيات بشكل بارع ومقنع مع صنع شخصيات غير مألوفة أعطت الفيلم نكهة خاصة تميزه عن غيره من أفلام الويسترن التقليدية.


 التصوير في الفيلم أيضاً كان في المستوى ونجد أحياناً لقطات ثابتة للكاميرا تعطي صورة رمزية للغرب الأمريكي وقت غروب الشمس مثلاً مع الصحراء الترابية الممتدة على منطقة شاسعة مع مظهر الأشجار الكئيب، وتميز مشهد النهاية في الفيلم بإضاءة وتصوير رائعين جعلا منه أحد أقوى المشاهد التي يتذكرها المرء وخصوصاً مع الأداء المبهر الذي قدمه كلينت إيستوود في هذا المشهد..

ويبقى فيلم Unforgiven علامة مميزة في تاريخ أفلام الغرب الأمريكي التي عودتنا دائماً على النظرة الفريدة للعلاقات بين الناس والقائمة على القتل واستعراض القوة وحيث لا قيمة لحياة الإنسان. وكل ذلك مع وجود مزيج أخلاقي غريب في شخصية البطل. ولهذا فإن إيستوود أثبت من خلال هذا الفيلم علو كعبه في التمثيل والإخراج على حد سواء..



 




8/10

2 التعليقات:

ahmed samir يقول...

اول زيارة لمدونتك
مبروك على المدونة اولا :)

ثانياً :: الفيلم متميز و تحليلك ايضاً
لكن حجم الخط صغير و يصيب بالعمى :)
ارجو ان تكتب بنفس الحجم الذي كتبت به اول فقرة .

ATarakji يقول...

أهلاً بك أخي أحمد
الله يبارك فيك، ويسرني مرورك الكريم على مدونتي المتواضعة..

أرجو أن أقدم في المدونة ما ينال إعجابك ورضاك دائماً..

شكراً لك على المرور والتعليق :)

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم