2011/09/11

Insidious 2011

Insidious
"ليس المنزل هو المسكون، بل أنت"

أطل علينا هذا العام أحد أكثر أفلام الرعب إثارة للخلاف بين النقاد فمنهم من رأى فيه معالم فيلم الرعب الأصيل القادر على جعل شعر الرأس ينتصب خوفاً، بينما وجده الكثيرون مجرد عمل آخر ينضم إلى قائمة الأفلام التي حاولت إضافة شيء جديد لفن الرعب ولكنها فشلت في ذلك، ولكن مجرد وجود بعض النقاد الذين أعجبوا بالعمل يبشر بشيء استثنائي يخرجنا من نفق سخافة أفلام الرعب التي اعتادت هوليوود أن تتحفنا بها كل عام دون أي قيمة تذكر.

الفيلم من بطولة (لوك ويلسون) في دور "جوش" أب لعائلة صغيرة تتكون من زوجته "ريناي" التي قامت بدورها (روز بايرن)، ولديهما ثلاثة أطفال هم "دالتون" وهو الذي يظهر في بوستر الفيلم، وصبي وبنت كذلك.

يبدأ الفيلم بالقصة التقليدية وهي معاناة أفراد العائلة من حدوث بعض الأشياء الغريبة كسماع صوت ضجيج غير معروف المصدر أو رؤية خيالات لأشخاص مرعبين في أرجاء المنزل، وقد قام المخرج منذ البداية بالتركيز على اختيار زوايا تصوير غريبة مثل التصوير من السقف، واختيار قطع اللقطات بشكل حاد في المونتاج وذلك لتحفيز المشاهدين نحو ما هو قادم.
أول الأحداث المرعبة كانت عندما كان الابن "دالتون" يستكشف السقيفة القديمة
عندما وقع من على السلم وبدأ بصراخ هستيري جعل أبويه في حالة من الجنون ليعرفوا ما الذي حصل له، وفي اليوم التالي يقع "دالتون" فجأة في غيبوبة عميقة دون أن يعرف أحد سببها وسط حيرة الأطباء وتعجبهم.

أثناء غيبوية "دالتون" تسود أجواء من الحزن جميع أفراد العائلة، وتجلس أمه بجانبه بائسة دامعة العينين دون أن تعرف ماذا تفعل، وهنا تبدأ الأحداث المخيفة بالحدوث مرة أخرى حيث تسمع الأم صوتاً غريباً من غرفة ابنتها الصغيرة وعندما تصعد إلى هناك ترى خيال شخص مرعب يقف في زاوية الغرفة، ولكنه يختفي بعد ثوان معدودة دون أدنى أثر. وقد كان هذا المشهد قوياً ومفاجئاً بالفعل، ولا سيما مع المؤثرات الصوتية التي أعطت الأثر المطلوب. 

بعد هذا المشهد يصبح من المتوقع لدينا حصول مثل هذه الأحداث المرعبة، ومع ذلك تبقى العديد من المشاهد الآتية قادرة على إثارة الهلع في النفس بسبب عنصر المفاجأة والشكل المخيف للأشباح التي تظهر فيها، ولكن بمجرد مرور النصف الأول من الفيلم يبدأ كل شيء باتخاذ مسار ممل وكئيب، ولا سيما مع الحوارات المبتذلة التي تدور بين أبطال الفيلم، إلا أن القصة تندفع نحو مسار جديد حيث تستعين العائلة بامرأة غريبة الأطوار اسمها "إيليس" ومعها رجلان مضحكان لكشف الغموض وإزاحة الستار عن سبب ما يحدث في المنزل. وبعد الكثير من المشاهد المملة والطويلة التي يفحص فيها الرجلان زوايا المنزل بأجهزتهم الخاصة التي تقيس تغيرات الطاقة في المكان تستنتج "إيليس" أن المنزل غير مسكون بحد ذاته، ولكن سبب هذه الأحداث هو ابنهم الذي يمتلك ميزة خاصة جعلت الأرواح الشريرة تسكنه وما إلى ذلك من هذا الهراء الذي لا يقنع العقل.

وبعد شرح مطول ومفصل من قبل "إيليس" نكتشف أشياء قديمة عن شخصية الأب "جوش" وهو أنه مر بحالة مماثلة في صغره ولذلك فإن ما يحدث مع ابنه ليس بالشيء المستغرب. وهنا تبدأ مهمة "جوش" لاستخدام قدراته السابقة لطرد الأرواح الشريرة التي تسكن ابنه "دالتون".

كل ما يحدث أثناء هذه المهمة هو عمل المؤثرات البصرية والسمعية التي كانت أحياناً جيدة واستطاعت صنع مشاهد مخيفة أحياناً ولكن في بعض الأحيان الأخرى اقتصر الأمر على ظهور بعض الأشكال غير المخيفة أبدأً بل إنها تثير الضحك من شدة المبالغة في جعلها مرعبة وهذا أعطى تأثيراً معاكساً في بعض الأحيان، كما أن الإفراط في استعمال المؤثرات في بعض الأحيان يسبب ضيقاً للمشاهد ويجعله غير مرتاح أثناء المشاهد. وربما كان الغرض من أفلام الرعب هو خلق مثل هذا الشعور المزعج، ولكن ما أريد قوله أن المبالغة في ذلك كان سلبياً في الفيلم. وبرأيي أن المؤثرات الصوتية كانت جيدة ومميزة، ولكن المؤثرات البصرية عانت من الضعف في العديد من المشاهد.

المخرج "جيمس وان" تمكن من صنع فيلم رعب مقبول نوعاً ما بميزانية ضئيلة تقدر بـ 1.5 مليون دولار فقط، وهو يعد مبلغاً قليلاً جداً بالنظر إلى الأعمال الأخرى ذات الميزانيات الفلكية.
أما اختيار الممثلين فكان جيداً بشكل عام ولكن ضعف النص منعهم في كثير من الأحيان من تقديم أداء أكثر إقناعاً ولذلك بدا الأداء أحياناً باهتاً ولم يعطي التأثير المطلوب، وأرى أن النص السينمائي كان بحاجة إلى تطوير أكثر لجعل العمل مؤثراً بشكل أكبر.

أخيراً وباختصار فيلم Insidious هو خطوة ضعيفة إلا أنها في الاتجاه الصحيح، ولكن إذا كنت تتوقع مشاهدة عمل يضيف شيئاً جديداً أو يعيد أمجاد كلاسيكيات الرعب الخالدة فهذا ما لن يحدث للأسف، بسبب ركاكة السيناريو ووجود بعض الحوارات الضعيفة التي أثرت سلباً على الفيلم، ولكن العمل بشكل عام يبقى جهداً مقبولاً وهو بلا شك من أفضل أفلام الرعب الحديثة التي أخذ مستواها بالتدني بطريقة مؤسفة مؤخراً. ويكفي أنه يقدم الأحداث المرعبة بطريقة قريبة من الواقعية ولكنها بعيدة عن كتلة الهراء المسماة بـ Paranormal Activity.

تقييمي: 6.5/10

1 التعليقات:

ahmed samir يقول...

بالرغم من اني مكنتش اعرف ان ميزانية الفيلم صغيرة لكن كان واضح في التأثيرات .. و مع الفيلم متوسط و تميز ببضع خضات ( جمع خضة ) جيدة لم نرها منذ the ring

و ان كنت ارى الكثير من التشابه في القصة الرئيسية مع فيلم poltergeist
http://www.imdb.com/title/tt0084516/

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم