2012/10/16

To Rome with Love 2012


To Rome With Love
"رحلة سياحية بعيون وودي آلن"


بعد أن قدم المخرج "وودي آلن" لنا ثلاث مدن أوروبية في أفلامه السابقة وهي "برشلونة" و"لندن" و "باريس" يتابع جولته الأوروبية بتقديم مدينة جديدة مليئة بالفن والجمال وقلب إيطاليا النابض مدينة "روما".

منذ بداية الفيلم تشعر وكأن الفيلم هو تذكرة سياحية إلى وسط هذه المدينة المفعمة بالحياة والحركة، ونرى جوانب متعددة من حياة هذه المدينة الساحرة بعيون بعض الشخصيات المتنوعة التي اختارها "وودي آلن" بذكاء لتعرض أمامنا طرفاً من طبيعة المعيشة في "روما".


القصص العديدة التي عرضها "وودي آلن" لم تكن تتقاطع فيما بينها بالكثير من الأشياء المشتركة فيما عدا تواجدها في "روما" بالإضافة إلى التركيز على مشاعر الحب في هذه المدينة. فمن المعروف عن روما أنها قبلة المسافرين والسائحين، ومقصد العشاق والرومانسيين. لذلك كانت كل قصة تروي لنا جانباً من الحب الذي تعيشه هذه الشخصيات في كل يوم من حياتها بهذه المدينة الرائعة.

أولاً: رأينا الشاب "ميكيل آنجلو" الذي تعرف على فتاة بالمصادفة لتجمع بينها الأقدار ويتقدم لخطبتها فيما بعد، وتأتي عائلة الفتاة لتقابل عائلته، ومن هذه القصة يخبرنا "وودي آلن" كيف أن الحب ينشأ سريعاً ويثمر في هذه المدينة الفاتنة، كما يؤكد على سهولة تمازج الثقافات والحضارات، وأخيراً تقدم لنا هذه القصة جانباً فنياً من "روما" وهو فن غناء الأوبرا..

ثانياً: قصة الزوجين اللذين يقضيان شهر العسل في "روما"، حيث تضيع الفتاة في شوارع "روما" لتجد نفسها في النهاية في سرير ممثل إيطالي شهير، أما الشاب فيقضي يومه في ارتباك مصطحباً معه فتاة هوىً لا يعرفها، وهنا يطرح "وودي آلن" مفهوم الحب الحقيقي، فكيف يمكن لزوجين جديدين أن يخونا بعضهما في نفس اليوم، بل وأثناء شهر عسلهما؟!

ثالثاً: قصة المهندس المعماري الذي يلتقي بصديقة زوجته، فينشأ الحب بينهما على شكل مصادفة، وهنا يؤكد "وودي آلن" مرة أخرى على سرعة نشوء الحب في هذه المدينة والفتنة التي تطغى على أجواء هذه المدينة، كما جعل "وودي آلن" من الشاب مهندساً معمارياً ليذكرنا بالهوية المعمارية والفنية المميزة لـ "روما".

رابعاً: قصة المواطن الذي يجد نفسه فجأة في محط الأنظار، وملاحقاً من عدسات المصورين ولقاءات الصحفيين، وهنا نرى نقداً مباشراً ولاذعاً لصحافة المشاهير التي تركز عادة على توافه الأمور بعيداً عن أية قيمة فنية أو ثقافية، بل تلاحق المشاهير والفنانين لتتحرى تفاصيل سخيفة من حياتهم الشخصية التي لا تفيد أحداً. وفي النهاية نرى كيف أن الحب يعود بهذا المواطن العادي إلى زوجته وعائلته السعيدة، حيث تتركه عدسات الإعلام أخيراً في سلام.

روح أفلام "وودي آلن" كانت واضحة في الكثير من جوانب الفيلم، ومن الجميل أن نرى عودة المخرج العجوز مرة ثانية ليقف أمام الكاميرا بدور أحد الممثلين، وكان أداؤه في القمة كما توقعت، وقدم مزيجاً من السخرية والكوميديا التي أصبحت ماركة مسجلة باسمه. أما باقي الشخصيات فقد جمع الفيلم الكثير من نخبة الممثلين الذين حازوا على جوئز الأوسكار أو ترشحوا لها على الأقل، من بينهم "روبيرتو بينيني" و"آليك بالدوين" و"بينلوبي كروز" و"جيسي آيزنبيرغ" و"إلين بيج" والعديد من الممثلين المميزين.

أعيب على الفيلم قليلاً التفاوت في مستوى القصص المقدمة، وبعض الشخصيات كانت جذابة أكثر من بعضها الآخر، وهذا كان سبباً في وجود بعض الأجزاء التي تبعث بعض الملل، وكان بالإمكان أن نرى تماسكاً أفضل على مستوى سيناريو الفيلم، ولكن يبدو أن "وودي آلن" لم يأخذ كامل الوقت حتى يوازن كافة العناصر بل تسرع قليلاً حتى لا يخرج عن عادته التي تقضي بتقديم فيلم جديد كل عام، وربما لو كانت الشخصيات تتداخل مع بعضها أكثر ببعض العناصر أو القصص المشتركة لكان هذا أفضل.

أخيراً يمكنني القول أن الفيلم ليس فيه ما يعيبه بشكل واضح، إلا أن الفيلم كان أقل من التوقعات قليلاً من ناحية الإمتاع، ولكن يبقى طابع "وودي آلن" هو العلامة الفارقة التي تجعل من الفيلم مزيجاً جميلاً بين الكوميديا الساخرة والأجواء الجميلة فيما يمكن أن نعتبره بطاقة زيارة سياحية لإحدى أجمل وأهم مدن أوروبا،، مدينة السحر والفن والجمال، وقبلة الحب "روما"..

تقييمي الشخصي: 7.5 \ 10

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم