Abraham Lincoln: Vampire Hunter 2012

Abraham Lincoln: Vampire Hunter

"لينكولن صائد مصاصي الدماء"

من المعروف عن المخرج الكازاخستاني Timur Bekmambetov ولعه الشديد بإخراج أفلام تحتوي على قدر عالٍ من المؤثرات البصرية والحركة والإثارة والآكشن، وهو في فيلم Abraham Lincoln: Vampire Hunter لم يخرج أبداً عن هذا النمط، حيث اقتبس رواية بنفس الاسم تتحدث عن شخصية "أبراهام لينكولن" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي وقف في وجه العبودية، وواجه الحرب الأهلية التي اندلعت في بلاده بسببها.

اسم الفيلم يوحي بأنه سيكون مجرد هراء وذلك نتيجة تقديم شخصية سياسية مهمة كان لها تأثير كبير، ومزجها مع أساطير الرعب ومصاصي الدماء، ولكن الفيلم لم يكن غرضه تقديم سيرة ذاتية لـ "لينكولن" بل اكتفى بوضعنا في الأجواء ومهد لهذه الشخصية وأفكارها بشكل مبسط، ولم يستطرد كثيراً في إعطائنا درساً في تاريخ أمريكا أو رئيسها الشهير.

يبدأ الفيلم بتقديم شخصية "لينكولن" الشاب الذي يدرس كتب الحقوق والمحاماة ليدافع عن المظلومين الذين تعرضوا للعبودية والقهر، وقدم فوراً القصة الموازية وهي محاربة "لينكولن" لمصاصي الدماء.
قد تبدو الفكرة مثيرة للسخرية، ولكن الفيلم قدم بعض الأفكار الجميلة، حيث نرى أن "لينكولن" كان مهتماً بالنضال على جبهتين اثنتين:
أولاهما هي النضال ضد العبودية التي أدت لنشوب الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب، وإعادة توحيد البلاد.
وثانياً تأتي مهمة حماية الإنسانية في بلاده من امتداد نفوذ ووحشية مصاصي الدماء.
وهنا نرى أن أهل الجنوب استعانوا بمصاصي الدماء حتى يقاتلوا إلى جانبهم في الحرب الأهلية، وهذا يرينا كيف أن الإنسان أحياناً يستطيع أن يتعاقد مع الشيطان نفسه ليعبر عن حقده وقلة إنسانيته في سبيل القضاء على أخيه الإنسان، حتى ولو كان في هذا دمار لكليهما.

الفيلم مليء بمشاهد آكشن وإثارة مذهلة، استخدمت فيها أرقى المؤثرات البصرية، وهذا أمر ليس مستغرباً على المخرج Timur Bekmambetov وكانت هذه المشاهد ممتعة فعلاً.

سلبية الفيلم أن الشخصيات فيه لم تكن بذلك العمق الكافي، ولم يُقدم لها بالشكل المطلوب، بل كانت الشخصيات تظهر فجأة واحدة تلو الأخرى بسرعة ودون أي تمهيد، وهذا جعل من العمل مجرد فيلم إثارة في أغلب أقسامه، مع أنه كان قادراً على صنع المزيد من الدراما المعبرة التي ظهرت في بعض مشاهده وثناياه.

أخيراً أرى أن الفيلم نجح بتقديم شيء يرقى إلى التوقعات المبينة على اسمه - الذي يوحي بأنه فيلم سيء المستوى - ولكنه لم يكن كذلك لحسن الحظ.
ليس فيلماً عظيماً ولا يمكنني أن أنصح كثيراً بمشاهدته، ولكن أنصحك إذا شاهدته فلا ترفع سقف التوقعات كثيراً ولا تحاول التفكير كثيراً حول الفيلم ومغزاه، وعندها ربما ستنال قدراً جيداً من المتعة السينمائية التي تجمع بين الفكرة الجميلة والإثارة العالية وبعض الدراما المعبرة. 

تقييمي الشخصي: 6.5 \ 10