2011/11/12

The Great Escape 1963

The Great Escape
"الهروب والمغامرة للمتعة"

يوجد الكثير من الأفلام التي تم إنتاجها عن الحرب العالمية الثانية والأحداث الكثيرة التي حصلت أثناءها ولا سيما العمليات العسكرية والحربية وتجسيد القتال بين دول المحور بقيادة ألمانيا النازية، وعلى الجهة الأخرى جيوش الحلفاء. ولكن نادراً جداً ما نرى قصة درامية تبتعد عن النواحي الحربية الصرفة وترينا أحداثاً تتعلق بالحرب العالمية الثانية ولكن تتعامل معها كسبب وليس كحدث لما يجري أمامنا.

قصة الفيلم تدور حول خطة هروب سجناء من ضباط قوات الحلفاء الذين تم أسرهم أثناء الحرب ثم جمعهم في معتقل واحد بحراسة مشددة عليهم نتيجة محاولاتهم العديدة للهرب ونشر الفوضى في صفوف الألمان، ولذلك فالمهمة هذه المرة تنطوي على خطورة كبيرة وصعوبة شديدة في تخطي الكم الهائل من الحراسة والمراقبة الصارمة التي وضعت عليهم. وطبعاً هذه القصة مبنية على أحداث حقيقية تم تصوير الكثير منها في الفيلم كما جرت على أرض الواقع إلا من بعض التعديلات البسيطة التي لم تغير من الأحداث الأساسية الكثير.

أولى نقاط قوة الفيلم تكمن في تعدد شخصياته وتنوعها لتدعم بذلك قيام قصة فيها الكثير من التفاصيل الدقيقة التي لا يتم إغفالها عن المشاهد، بل على العكس تماماً نرى في الفيلم كل التفاصيل والأحداث الصغيرة التي تفيد في تصور الخطة الكاملة للهرب، وتوزيع المهمات على الشخصيات الكثيرة في الفيلم، والتي كان لكل منها دور في المخطط الكبير فهناك المخطط والمدبر والمزور والسارق والحفار والخياط والحراس والعمال وفريق التمويه والمراقبة ، وكل شيء محسوب بدقة حتى نصدق مدى احترافية هؤلاء السجناء الأذكياء الذين يفترض أنهم ضباط وطيارون وقادة في جيوشهم الوطنية قبل أن يتم أسرهم. ولذلك كانت قصة الفيلم من ناحية الشخصيات والحبكة جيدة بشكل كبير وتؤدي الغرض المطلوب.

الشيء السلبي أن كثرة هذه الشخصيات أدت لزيادة مدة عرض الفيلم بشكل كبير لأن النص السينمائي الدرامي ركز على الحوارات وعرض الشخصيات المتنوعة، ورغم أنه هذه لا يمكن اعتبارها سلبية أساسية إلا أن المشاهد سيتعب حتماً من مشاهدة الفيلم الطويل جداً والذي تقترب مدته من ثلاث ساعات. وخصوصاً أن أول ساعتين هما للتخطيط والساعة الأخيرة هي للتنفيذ والهروب، وعلى الرغم من أن الساعة الأخيرة هي الأهم والأكثر متعة وإثارة في الفيلم إلا أن طول المدة التي تسبقها تؤدي إلى وصول المشاهد بشيء من التعب إلى نهاية الفيلم الطويل.

الفيلم من الناحية التقنية مميز جداً فهو قد ترشح إلى جائزة أوسكار لأفضل مونتاج كما لا يمكن إغفال جمال الموسيقا والتصوير واستخدام الإضاءة فيه، وأخيراً أداء الممثلين محكم ومتوازن ويؤدي الجميع دورهم بإتقان. ويظهر في الفيلم عناية كبيرة بالتفاصيل المهمة مثل ملابس الجنود متقنة الصنع والتركيز على الأجواء النازية بتجسيد ضباط من الجستابو الألماني، ويكتمل هذا بالتركيز على اختيار مواقع التصوير المناسبة التي تظهر الريف الألماني والمدن الألمانية الأخرى خلال الحرب العالمية بكل معالمها الجميلة مثل القطارات البخارية الكبيرة والبيوت التي تتميز بطابع فريد ومشاهد ريفية مميزة تظهر خلال عملية المطاردة المثيرة للضابط الأمريكي "هليتز" من قبل النازيين، وهذا التنوع يعطينا متعة جيدة عند التنقل بين هذه المواقع كلها.

حبكة الفيلم على الرغم من قوتها إلا أنها لم تكن خالية من أخطاء كبيرة وملحوظة، فمثلاً عند إلقاء القبض على الأمريكي "هيلتز" خارج نفق الهروب لا يكون من الممكن هروبه مرة أخرى، ولكننا بعد عدة دقائق نراه هارباً في مكان بعيد جداً عن المعتقل وهذه ثغرة كبيرة لم يكن ينبغي الوقوع بها ولكن الواضح أن المخرج أراد أن يرينا مغامرة الهروب المثيرة لـ "هيلتز" على الدراجة الآلية وهذا المشهد تحول فيما بعد إلى أحد أشهر المشاهد المثيرة في كلاسيكيات الستينات. كما أن بعض الأحداث الأخرى فيها بعض المبالغة مثل طريقة إعدام الهاربين الذين تم إلقاء القبض عليهم وخصوصاً إذا عرفنا أنهم في القصة الأصلية لم يعدموا بهذا الشكل الجماعي بل بشكل متفرق.

وأخيراً كنتيجة نهائية أرى أن هذا الفيلم يتخطى بقصته وتنفيذه الإخراجي الكثير من الأفلام الأخرى التي تم تقديمها في الستينات ويظهر تفوقه في الكثير من المجالات التقنية والفنية، ولا ننسى أنه يرينا قصة حقيقية مصاغة بقصة درامية جيدة فيها كل التفاصيل الدقيقة والمهمة التي تجعلنا نعيش الحدث الكبير ونعاينه عن قرب، ولذلك فهذا الفيلم مميز رغم سلبياته ويعطي متعة وإثارة رائعة بالنسبة لفيلم كلاسيكي قديم..

تقييمي: 8.5/10



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم