2011/10/21

Don't be afraid of the Dark 2011

Don't be afraid of the Dark
"الظلام لا يخيف حقاً"


منزل مسكون، طفلة صغيرة، مخلوقات غريبة وأسطورية. هل يذكركم ذلك بشيء؟ يعود إلينا المخرج والمنتج الإسباني الشهير "جيليرمو ديل تورو" بأحدث إنتاجاته تحت عنوان "لا تخف من الظلام"، وهذا الفيلم لا يختلف كثيراً عن النمط السابق الذي قدمه هذا الرجل سابقاً وكان مهووساً به في كل أفلامه. ولكنه هذه المرة أعاد خلط وصفته بشكل جديد وقام بتسليم المشروع لمخرج صاعد لإعطاء القصة روحاً مغايرة تختلف عن كل ما عهدناه.

تتحدث قصة الفيلم عن فتاة صغيرة اسمها "سالي" تنتقل للعيش مع والدها وزوجته الجديدة الشابة في منزلهما الكبير الذي قاما بشرائه لعمل ديكورات عليه ثم إعادة بيعه. ولكن كما هي العادة في مثل هذه المنازل العتيقة يوجد هناك مخلوقات شريرة تسكن القبو المظلم، وتسبب الرعب لساكني المنزل الجدد. وبطلة الفيلم بالمقام الأول هي الفتاة الصغيرة حيث يركز العمل على مخاوفها الدفينة، ويقوم الفيلم على جعل الفتاة وحيدة في مواجهة هذه الوحوش القاتلة حيث أن والدها مشغول عنها كما أنه متبلد المشاعر ويحتفظ بمسافة كافية في علاقته مع ابنته ويعاملها بطريقة الكبار القاسية عندما لا يرغبون بسماع أشياء خرافية من أبنائهم. وعلى الجهة الأخرى هناك زوجة الأب "كيم" وهي ضائعة بين عاطفتها الحنونة نحو هذه الطفلة البريئة وبين طريقة زوجها الصارمة في التعامل مع القصة.

الفيلم يبدأ بشكل جيد بإعطائنا خلفية تاريخية لما يحصل في هذا المنزل من أحداث غريبة، ويعرفنا بشكل مبدأي بهذه المخلوقات المرعبة، ولكنه بعد ذلك لا ينجح تماماً في الاستفادة من هذا لصنع مادة غنية ومقنعة للفيلم بل تظهر الثغرات والفجوات في حبكة الفيلم بدون إعطاء أي تفسير منطقي لما يحدث. فكيف بقيت هذه المخلوقات حية طيلة هذه الفترة الكبيرة داخل قبو المنزل دون أي غذاء ثم فجأة بدأت تظهر بشكل وحشي للحصول على طعامها بمجرد وصول ساكني المنزل الجدد. كما أن هذه المخلوقات تختفي بمجرد وصول أي شخص كبير للمكان الذي يهاجمون الطفلة فيه. وقد استخدم المخرج هذه النقطة بالذات لجعل الطفلة وحيدة ومعزولة في مواجهة هذه الكائنات القاتلة. وكان من الأفضل أن يجعل هذه الكائنات غير مرئية بالنسبة لنا أيضاً لأن ما تتخيله في عقلك قد يكون صورة أقوى من الواقع بكثير، أما عندما صور لنا المخلوقات بأشكالها البشعة فهو قد وضع حداً أمام مخيلة المشاهدين، ولم يترك مجالاً لخلق حالة من الرعب النفسي الكامن وبذلك تحول الفيلم من خانة الرعب الحقيقي إلى خانة الإثارة المحصورة بملاحقة بعض المخلوقات الأسطورية ومحاولة قتلها، ولذلك لا تتوقع أن تخاف في أي مشهد من مشاهد الفيلم.

النقطة المضيئة في الفيلم كانت أداء الطفلة الصغيرة "سالي" التي قامت بدورها "بايلي ماديسون" ببراعة، وقد تم اختيارها بدقة لأنها محور الفيلم في الحقيقة رغم وجود ممثلين معروفين مثل "كاتي هولمز" و"جاي بيرس" في طاقم الفيلم. ويمكنني القول أن أداء الطفلة كان الأبرز في الفيلم وقدمت أداء مميزاً بالنسبة لعمرها الصغير نسبياً. وأجواء الفيلم كانت جميلة ومميزة أيضاً والإخراج كان في مستوى مقبول من طرف مخرج طموح يعتبر هذا ثاني أفلامه العملية. وبهذا أرى أن الفيلم نجح من الناحية الفنية والتقنية أكثر من نجاحه من الناحية الرعبية، ولذلك فهو يستحق المشاهدة لمرة واحدة فقط، وهو بالتأكيد ليس ذلك الفيلم الذي يستحق البقاء في ذاكرة أي مشاهد سينمائي محب للرعب الحقيقي..

تقييمي للفيلم: 7/10



2 التعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
يعطيك العافية عمار على المدونة المميزة و راح اتابع المدونة بـ استمرار طبعاً
ناصر

ATarakji يقول...

وعليكم السلام ناصر
أرجو أن أقدم في مدونتي ما ينال رضاك وإعجابك..

شكراً جزيلاً لك..

إرسال تعليق

Alexa

زوارنا اليوم